السبت، 31 مايو 2008

البقرة و الداعر


بعد انتهائي من تناول القهوة مع صديقتى فى مقهى
ON THE RUN
قررت التسكع بعض الوقت فى شوارع وسط البلد قبل العودة الى المنزل,وما أجمل التسكع فى شوارع وسط المدينة فى ليالي الصيف الساحرة,خاصة عندما يكون البال ليس به ما يشغله,لم أفكر يوماً فى العمل ولن أفكر ,أحب حريتى هكذا ,أكره القيود والتنازلات ولا أعتقد أن هناك ما يجبرنى على فعل ما لا أريده ,حقى أن أستيقظ متى أشاء ,أنام متى أشاء,أعيش كما أشاء ,ليس لأحد أية حقوق على.
بينما كنت أسير على مقربة من أحد المسارح القومية شاهدت شاباً وفتاة,ملامحهم كانت تبدو مطموسة وبالطبع لم أحاول أو أرغب فى رؤيتهم عن قرب,كانت لا توجد مسافات بينهم وكان ظلام الشارع وبعده عن الأعين يعطي لهم الشجاعة فى اشباع الرغبات كما يشاءون,فالمكان كان خالياً هادئاً لا تكاد تسمع الا صوت الفتاة الذى هو عبارة عن آهات هامسة أثارت فى نفسي أحتقاراُ وتقززاً شديدين وجعلتنى أتمنى أن يراها أحد من عائلتها الآن وأن تفضح ,لكن كان على مسبقاً أن أدبر للأنتقام لعينى البريئتين بخطة محكمة, لكن سرعان ما تركت التفكير فى هذا عندما شعرت أن الفتى الذى كان يزنى بصديقته شاهدنى وداعبنى بنظرات لا تصدر الا من كائن عفن مقزز مثله,أما هى فبالطبع لم تكن فى حالة تسمح لها بملاحظة أى شئ,رؤيته لى جعلتنى أسرع فى خطواتى ينتابنى خوف غريزى ,لكن سرعان ما هدأت نفسي ,قلبي لم يعد راهباً الآن ,الزحام الذي كان على أشده كان بالنسبة لى العدو الوحيد فى هذه الرحلة الليلية الجميلة,لكنه كان يكن لى مشاعر مغايرة,ندمت على كرهى له لقد أنقذنى من هذا الوغد الزانى ,حمدت الله وأكملت رحلتى.
رجل ثلاثينى ,نصف اصلع ممتلئ الجسم نوعاً ما ,يبدو عليه أنه ممن يتدربون فى صالات الجيم وأشياء من هذا القبيل الذى لا أحبه,كان يريد بدء أى نوع من أنواع الحديث معى كان يرقب محلات الملابس التى أشاهدها ويحاول أن يبدى ذوقه الذى لم أدقق بالطبع فى معرفته,وكان منظره العام الخارجى الذى أنا على يقين كلى بأنه ليس أسوأ منه الا هذا الشخص نفسه من الداخل يثير الاشمئزاز فى نفسي أكثر من المشهد السابق,وكم تمنيت أن أسبه و أجعله يشعر بالأهانة ,لكن كيف أفعل,لست أدري.
لم انفره,لم اعنفه ,لم أسرع خطواتى مبتعدة,لم اشعر بخوف فهو يود أن يكون مثالياً على الأقل فى البداية,أخيراً قررت التجاوبكى أضيع بعض الوقت ولكى أقوم بأستفزازه ,فقد كنت على يقين أن به الكثير من العيوب التى تجعلنى أسخر منه بأسلوب يجعله غير قادر على الردومجرد جلوسي معه فى مقهى سوف يعطينى الحق فى السخرية والأستخفاف,كثمن لرؤية وجهه لدقائق ليست بالبطيئة على بالطبع.
جلسنا فى مقهى الأمريكين ,وكم كان مبتهجاً أن المحجبة الرزينة قد أستجابت له فما بالك بالأخريات أنهن جميعاً أضعف من مقاومته ,كنت على يقين أن هذا الحديث من الممكن أن يكون اكثر الحوارات تفاهةً وابتذال اكثر حتى من أحاديث صديقاتى الفارغات عن أحوالهن فى بيت المغتربات والمواقف التى من المفترض أن تجعلنى اتعاطف معهن لكنى أحمد الله ان هذا الشعور لا ينتابنى البتة .
هو: اسمك؟
انا:مها وانت
هو:محمد 24 سنة كلية تجارة جامعة القاهرة وانت
قررت الكذب وقررت ان اجعله يشعر بالخجل دوما والبنقص الشديد
انا:فى A.U.C كلية الهندسة
هو لى اصدقاء هناك بس اداب.
انا:الجامعة الامريكية ليس بها كلية الاداب.
ارتباك شديد أصابه وكان ينتظر ان ازيله وبالطبع قمت بفعل هذا ,لم اكن اعلم اى شئ عن الجامعة الامريكية اكثر منه
انا :لا لا أتذكر من الممكن ان يكون بها كلية للأداب.
هو:بالطبع لابد من هذا انا على يقين
انا:عارف على الرغم من ان بابا يعيش فى امريكا وانه دخلنى الجامعة الامريكية ,ال انه يجعلنى اكره نفسي بسبب تعنته الشديد معى لا يجرؤ احد من اصدقائي الشبات على الاتصال بي على هاتف المنزل ,ان حدث سوف تعلم امى وسوف تخبره,بكرهه,تفسر ده بأيه.
هو:من الممكن ان تأخذي راحتك دون علمهم عندما تكون والدتك نائمة او خارج المنزل شئ من هذا القبيل.
انا:لا احب ان افعل شئ اخجل منه امام احد اشعر حينها اننى غير محترمة الا ترانى محترمة.
هو :بالطبع محترمة ,لا اقصد, اقصد أن.....(قاطعته)
انا :ترانى محترمة على الرغم من كرهى لابي
هو:لا لا انا على يقين انك لا تضمرين له اى كره فقط تشعرين بالكبت وتريدين تفريغ هذا الكبت
انا :ارانى افرغه معك.
كان فى منتهى السعادة لهذه الكلمات وكم كنت استمتع بهذه السعادة الغبية التى ترسمها ملامحه العفنة والتى ان تنم عن شئ فتنم عن انعدام قيمة منقطع النظير لشخص يكتسب قيمته من فتاة مبتذلة سهلة جلست تحدثه فى مقهى على الرغم من انها لم تتعرف عليه الا من دقائق لمجرد انا جميلة وتدرس فى الجامعة الامريكيةووالدها متعنت اذن فعلى الرغم من سهولتها فهى على درجة احترام عالية وهو الان الدنيا ملك يمنيه
انا:معاك موبيل
هو:اكيد
انا:النمرة ممكن
هو:طبعا 0101518610
انا:0104445558هكلمك اليلة
هنا رأيت الشاب الذى كان ينكح الفتاة يمر امامى نظرت له نظرة سريعة مطعمة بنصف ابتسامة وكم حمدت الله على لقاء عينيه فقد اتتنى فكرة الانتقام ويبقى التطبيق,كان صغير الوزن والحجم والوسامة والقبول وبالطبع قليل الشهامة والرجولة,لا ريب عندى فى هذا ,هنا حاول ان يرسل صديقته لاى مكان فى الارض كى ننتجاذب اطراف الحديث بعد ان يتمكن بعقله الواع من جعلى اتخلص من هذا القبيح الذى يجاورنى,أظنه كان يفكر انه اخى قريبي خطيبى الذى لا احبهوالا فكيف انظر له مبتسمة فى وجوده,كيف تدعوه عيناى السوداوان بعد ان راته فى موقف تخجا منه الانسانية الا وفى نفسي رغبة ملحة وعلى ان افرغ هذه الرغبة احد انواع الكبت الذى كان يتحث عنه الصديق الذى يدعى محمد الذى لا عقل له,ذهبت الفتاة فمن السهل جدا ان تتحكم فى ال شخص بعد ان تطعمه وتشبعه وانتظر كازانوفا القبيح المجئ المحتمل لى كعاهرة لا بد ان تأتى كى تستمتع بعد الوقت تركت هذا الداعر ينتظر بعض الوقت كى ارتب اوراقى وامهد للصدام بين اثنين لم اكن ابغض مثلهم فى هذه اللحظة بالذات
انا:هل تشاهد هذا الفتى ذو التيشرت الاسود
هو:نعم ما به
انا :كان يضاقنى
هو:كيف
انا :كلمات اخجل من التفوه بها يشعر وكأنى ضعيفة ووحيدة ومن السهل التحرش بي
هو:لا انتظرى اقضي لك عليه
انا:لا لا احب هذه الاشياء
قام من مقعده الذى اشتكاه للعزيز الغفار, مثلي اكيد كى يقوم بدفع الحساب مرتدياً ثوباً شفافاً من الثقة والرجولة
انا:فى حالة عدم اعتراضه لى لا تتحدث معه ,ارجوك لا اريد اية مشاكل
هو:اوكى
الداعر المنتظر فى وله قدومى عندما خرجنا ذهبت نحوه هامسة فى نصف ابتسامة :اريد التخلص منه لا ادري كيف تعرفت عليه من دقيقة انجدنى وكأنك تعرفنى
اقترب وحدثه باسلوب يخلو من ادب الحديث ومحمد لم يتوانى عن بدء الوصلة المتوقعة من الالفاظ النابية التى يستحقها الاثنين لم انبس ببنت شفة .بدأ الصدام ,الفاظ,عراك,زحام جميل جعلنى اهرب فى سهولة ويسر كى استقل تاكسي اعاود عن طريقه الى المنزل.
عندما اقتربت من المنزل تشفى وشماتة فى هذا اللا شئ الذى تحاملت على نفسي واضعت بعض الدقائق فى التحدث اليهرغماً عنى وكان هذا نص الرسالة
0104445558
ايها الغبي اسمى ليس مها
و من تعاركت معه لم يكن يضايقنى
كنت اداة رخيصة سهلة فى التناول والتلاعب بها كما اشاء انا لا تحاول ان تقوم بالاتصال على هذها الرقم كى لا اخبر ابي ضابظ امن الدولة انك تحترمنى لاننى اسبه
سلام يا بقرة
استراحت نفسي لم يجرؤ على الاتصال نمت وتذكرت جمانة حداد حين تقول:
لا يتملص ذكر من قدرى ولا يريد ذكر ان يتملص

الأربعاء، 21 مايو 2008

الأشياء الجميلة

جالساً على كرسي المكتب, يستذكر دروسه .أياماً قليلة وينتهى كل هذا التعب إلى الأبد.صوت فيروز تغازله أيروتيكية جمانة والأثنان يقتلان الملل فى هدوء جميل.النسكافية لم يفعل دوره,رأسه لم تعبأ ,وغلبها النوم.

رجل وامرأة عراة ,من بينهما تخرج طفلة بريئة بوجه صبوح وجديلة وحيدة بلون العسل الأسود,تهديه زهرة ,يبتعد عنها ثم يبتعد ويبتعد.
يمر بمسجد, يرى إعلاناً عن مركز لتحفيظ القرآن, لكنه يمر مرور الكرام.
يستيقظ أكثر نشاطاً وهمة. يقرر أن يفرغ من دروسه أولاً .يبتعد عن عالم الأحلام .
يعاود الإمساك بأوراقه وكتبه .النوم يغالبه مرة أخرى ولعنات النواب لا تفيقه.
يحاول الابتعاد عن المرأة العارية,يحاول التمسك بالزهرة,يصرخ ,لكن الطفلة ذهبت,يركض وراءها بلا أمل.
يقرر التوقف عن الاستذكار ,يخلد للنوم.
لا يشاهد سوى المرأة العارية,و وردة سقطت تحت الأقدام,ودموع طفلة لا طريق لها.

الخميس، 8 مايو 2008

ارتكاسة صوم.....

الشبان الثلاثة الذين قرروا الإفطار معاً فى سابع أيام الشهر الكريم لم يتوقعوا هذا السيناريو البائس بأن يحين موعد أذان المغرب وهم على هذه الشاكلة,فمن المفترض وجود مطعم, هذا الذي وعد به مصطفي الأصدقاء .شارع خال في وقت الغروب الجميل الذي لا يألفه جيل لا يجيد الأستمتاع بالأشياء الجميلة,أو ربما بسبب حاجة ماسة إلى إشباع غريزة أولى بأن تشبع كي تجعل الروح قادرة علي التأمل ,ربما نسي مصطفى المكان فشوارع وسط القاهرة شديدة التشابه والتباين ,المطاعم والمقاهي القريبة مغلقة و في بعض الأحيان تكون دوائر الظلام جلية عن أي بارقة أمل.الفتى الأنيق ذو الوجه الأوروبي الفاتح والشعر الأشقر والقاموس الغليظ من النابية لم يتعود أن يخسر الرهان بهذه الطريقة فأهم شئ لديه هو سيجارة كليوباترا يتناولها بعد إشباع غريزة الفم مباشرة,هو مثل الأطفال فى صفاء القلب والروح ومثل الشياطين فى سب الدين والعشيرة لكنه لا يفعل هذا إلا مع شخص أو اثنين بالأكثر و مع عدد لا بأس به من الجامعيين و على الرغم من كونه لا يعبأ بمحاضرات أساتذة الأدب الأنجليزى بجامعة حلوان, إلا انه دوماً يثبت أن له عقلاً نشيطاً جعله ينال إطراء واستحسان أكاديمية لا تعبأ بمشاعر طلاب علمها في أغلب الأحايين و لم تتلف عقله انحرافات ومخدرات جيل ما بعد الحداثة رغم ولهه التام بكل ما يذهب العقل.يبدأ صفوت مظلم اللون ذو الشعر الزنجي القصير و القلب اليائس والعقل الراكد أغلب الوقت في الاستهجان ,فما يحدث لا يعقل فمن يذهب لحلوان وهو صائم ثم لا يعود للمنزل ثم لا يجد إفطاراً,لا يجد علي الأقل سيجارة واحدة تجعله قادراً على الشروع فى التفكير للخروج من الأزمة, كل هذا بسبب متاهات شوارع وسط المدينة له الحق فى أن يفقد صوابه ,لكن ماذا بعد ,يقسم عبد الرحمن بكل الأديان انه مخطئ لقدومه من البداية, فالفتى الممتلئ ذو العينين العسليتين والوجه الأبيض المنهك, الذي تغلفه رزانة زائفة ,لا يكاد يصدق ما يحدث له ,يبحث عن شخص واحد, يبحث عن سيجارة واحدة, يبحث عن متعة واحدة, لكن لا يوجد.تأتي سيدة على مشارف الستين رأسها مغلفة بحجاب اسود و وجهها مرسوماً عليه معالم كبر وشيخوخة ,لتعطي لهم تمراً يقبلونه بعد مناوشات ومفاوضات سببها خجل أنا عليا ,لكن صرخة من قلب الأم الطيبة البسيطة تجعلهم يصدقون بأن هذه التمرة هي التي سوف تفتح الطريق. قرار ثنائي :لن يتم التوكل علي مصطفى مرة أخرى.